اختلفت حياة مصر السياسية بعد الثورة ,فقد
دخلها كثير من الحركات والقوى السياسية وتأسست احزاب كثيرة منها حزب النور معبرا
عن الجماعات الاسلامية في اتجاهها السلفى وحزب الحرية والعدالة معبرا ايضا عن
الجماعات الاسلامية منذ 1928 وكان قبل ذلك يسمى جماعة محظورة .هذان يمثلان الاتجاه
الاسلامى في مصر ولكن مع الاحداث التى جرت وردود الافعال من تلك الجماعات
الاسلامية او الاشياء التى يقوموا بفعلها بدأت توصف بالتناقض ,وهذا التناقض يكون
بين مايدعوه وما يقوموا به ,وعلامات الاستفهام حول السياسات التى يتبعونها فمثلا
اتهام القوى السياسية حزب النور بالتطبيع مع اسرائيل عقب تصريحات يسرى حماد ففى مقابلة غير مسبوقة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي الأربعاء21
ديسمبر 2011، أكد الدكتور يسري حماد، المتحدث باسم حزب النور السلفي المصري أن
حزبه سيحترم اتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل عام 1979.
وقال حماد في مقابلة عبر
الهاتف من القاهرة "نحن لا نعارض الاتفاقية، ولكن نحن نتكلم أن مصر ملتزمة
بالمعاهدات التي وقعتها الحكومات السابقة" حسبما أرودت وكالة فرانس برس.
وأشار إلى أنه "إذا
كانت هناك بعض البنود التي يريد شعب مصر أن يعدلها في الاتفاقية، فهذه مكانها
طاولة المفاوضات والتحاور"، مضيفاً "نحن نحترم جميع المعاهدات".
ورداً على سؤال عن إمكانية
قدوم إسرائيليين لمصر للسياحة، أوضح حماد أن "أي سائح يأتي إلى مصر فسيكون
مرحباً به بلا شك".
وأشارت مصادر سياسية إلى أن تصريحات حماد تعد سابقة هى
الأولى من نوعها، حيث لم يدل أى قيادى بالأحزاب المصرية بتصريحات لوسائل إعلام
إسرائيلية منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979 حتى الآن.
وعلى خليفة هذه التصريحات شن الداعية الإسلامى وجدى غنيم في جريدة اليوم السابع هجوما عنيفا ضد حزب النور "السلفى"،
ووصف إعلان الحزب استعداده للحوار مع السفير الإسرائيلى بشرط موافقة وزارة
الخارجية، بـ"الفضيحة"، محذراً فى تسجيل صوتى بثه على شبكة الإنترنت من
سقوط الحزب.
واتهم غنيم حزب النور باتباع
المذهب الميكافيلى، وقال موجها حديثه للدكتور عماد عبد الغفور، رئيس الحزب،
"أنت مبتفهمش فى السياسة لأن السياسة فى الاسلام هى المحاورة فى الممكن مع
عدم التنازل عن الثوابت". ورفض تصريحات قيادات الحزب التى أعلنت احترامها
لاتفاقية كامب ديفيد، وقال: "المعاهدة اللى عملها السادات باطلة"، كما
اتهم السلفيين بأنهم لا يشعرون أن المسجد الأقصى محتل.
وأشار غنيم إلى أن قبول حزب
النور للحوار مع الإدارة الإسرائيلية هو اعتراف وإقرار بشرعية إسرائيل، مؤكداً أنه
لا يجوز قياس معاهدة كامب ديفيد على المعاهدات التى عقدها الرسول مع اليهود، وأنه
لا يجوز عقد معاهدة مع محتل.
وعلى خليفة السياسات المتبعة فكان للاخوان
المسلمين نصباً منها زيارة السفيرة الأمريكية بالقاهرة «آن باترسون» أمس،
المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين بالمقطم، لتسجل أول زيارة من نوعها لمسؤول
أمريكى رسمى لمقر الجماعة، ولاسيما أن جميع الزيارات الأمريكية التى تمت منذ ٢٥
يناير كانت لقيادات حزب الحرية والعدالة. ومنها ايضا زيارة جون
كيرى رئيس لجنة العلاقات
الخارجية بالكونجرس، إلى حزب الحرية والعدالة التى اثارت حولها جدلاً واسعاً حول
علاقة الإخوان بأمريكا بعد ثورة 25 يناير، نظراً لأن كيرى لم يقدم على زيارة أى
فصيل سياسى فى مصر خلال زيارته باستثناء الحرية والعدالة، وهو الأمر الذى اعتبره
مراقبون بمثابة قراءة أمريكية للخريطة السياسية الجديدة فى مصر.
من ناحيته، قال الكاتب الصحفى صلاح عيسى، إن الولايات المتحدة
الأمريكية تقرأ اتجاهات التصويت فى الجولة الأولى من الانتخابات التى أسفرت
نتائجها عن تصاعد سريع لجماهيرية الإخوان المسلمين والتيار الإسلامى بشكل عام،
وأشار إلى أن لقاء جون كيرى بقيادات حزب الحرية والعدالة، جاء فى إطار أن الإدارة
الأمريكية وضعت فى اعتبارها أن حزب الحرية والعدالة قد يفوز بالأغلبية، ويبدأ فى
تشكيل حكومة فبدأت فى إجراء هذه اللقاءات فى إطار التعرف على الجواد الذى قد يكون
رابحاً.
بينما أكد الدكتور عمار على حسن الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية،
أن الولايات المتحدة الأمريكية تتحرك وفقاً لسياسة الأمر الواقع، وبالتالى فإنها
عندما وجدت جماعة الإخوان المسلمين تصعد فى مصر سعت للقاء معها، نظراً لأن أمريكا
لها مصالح فى مصر ولابد من تأمين هذه المصالح من خلال التقارب مع الطرف الذى بات
أقرب للسلطة فى مصر بعد الثورة.
يبدو ان الاخوان المسلمين مستفدون من تلك
الزيارات لاستقبالهم اربع زيارات حتى الان.
اما عن وجودهم في الانتخابات فلمخالفات التى
احدثوها فحدث ولا حرج ,منها وضعهم خياما أمام بعض اللجان، وقيام عضوات بالجماعة بتوجيه
للناخبات بالتصويت لصالح الإخوان والسلفيين. سيارات تمر بشكل مستمر أمام اللجان
تدعو الناخبين للتصويت لصالح مرشحي الإخوان والسلفيين؛ رافعين شعارات
مرشحيهم.
اما على الاشتباكات التى حدثت في الانتخابات ففي لجنة مدرسة الشروق
الخاصة بحي أرض اللواء التابع لدائرة العجوزة فشهدت اشتباكات عنيفة بين المهندس
أحمد زكريا المشرف على الانتخابات وأنصار حزب النور، بعد قيام أنصار مرشحي حزب
الحرية والعدالة للاحتجاج على وجود المنتقبات أمام اللجان لتعريف المنتخبين على
رموز معينه مما آثار غضبه الشديد بالإضافة إلى بتوزيع دعاية انتخابية أمام
اللجان، وقام على إثرها بتبادل الاشتباكات أمام اللجنة وقد تدخلت قوات الجيش
لفض الاشتباك بينهم وأدت الاشتباكات إلى خروج هذه السيدة من أمام اللجنة.
فيما جاءت اراء الناس متباينة على خلفية سياسات الجماعات الاسلامية
والتناقض الموجود داخلها , ان 8 من اصل 20 فرد لايعرفوا شئ عن تلك السياسات وليسوا
من متابعيها , اما عن مؤيدى تلك الجماعات بوجه عام فهم 13 من اصل 20 فرد كان
ابرزهم استاذة اميمة جبر ربة منزل قالت ان عليا ترك الفرصة لهذه الجماعات لكى
تستفيد مصر منهم ويحسنوا خدمتها ولا يجب التسرع في الحكم عليهم ,وجاء رأى محمود
طالب بكلية التجارة جامعة القاهرة حول علاقة الجماعات الاسلامية بالجهات الاجنبية
ان لابد من وجود تلك العلاقة حتى نعرف فيما يفكر الخصم وما سوف يفعله وبذلك يسعوا
الى مصلحة مصر الخارجية , اما عن معارضى سياسات تلك الجماعات وهم 7 من اصل 20 فكان
ابرزهم محمد سعودى طالب بكلية التجارة جامعة القاهرة معلقاً عن مايفعلوه تلك
الجماعات انهم مستهدفون فقط مصلحتهم ان تصريحاتهم تريد معرفة تفكير المجتمع المصرى
واذا هاجمها المصريين وقتها يعدلوا عن تلك التصريحات فيما اشارت صفا خريجة كلية
الاداب انها سياسات متبعة حتى يتقلدوا مناصب مهمة في مصر بعد فترة طويلة من الكبت السياسى.
وفي هذه الناحية اوضح المذيع مصطفى
طعيمه مذيع في اذاعة البرنامج العام ان هذا التناقض الموجود يفقدهم الثقة عند
المصريين وكيف يتم تصديقهم وهم يعودا صياغة ومضمون الكلام اكثر من مرة ,وبتمنى ان
يكون عندهم حس سياسى حول الكلام الذى يضر اكثر مما ينفع ولان الجهات الخارجية ترصد
ما يجرى في مصر عن كسب فلابد من التروى والتريس قبل فعل اي شئ او قوله ,ويجب على
الاعلام بيان مايجرى للمواطن المصري ولابد اي يكون تناول مدروس بهدف التنبيه
للاخطاء حتى يجب اصلاحها.
ومن ناحية قالت الدكتورة ايمان صبري استاذ مساعد علم النفس انهم يتبعوا سيكولوجية الصالح العام المتمثل في
معرفة آلية تفكير الجانب الاخروان الظروف الحالية التى تمر بها مصر بعيدا العاطفة
في قبول الطرف الاخر او رفضه تقضى ذلك ,وهم بذلك يقضوا على النغمة التى تتبعها
اسرائيل حاليا في وجود حرب بسبب ما طرأ على مصر من تغيرات ووضع صورة ثابتة لمعاهدة
السلام بين مصر واسرائيل ,وقد يكون ما فعلوه صحيح كرؤية واستقراء للوضح الحالى
وكيفية التعامل مع الامور ومن بينها علاقة مصر بأمريكا واسرائيل . اما الانتخابات
والمخالفات الحادثة فهى بعيدة عن اتجاهتهم الدينية لانهم وقتها يمارسوا مهامهم
السياسية ان المواطن المصري الذى انتخبهم
هو المحدد انهم صالحون ام لا.
بقلم – دعاء جمال